کد مطلب:355753 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:339

تعیین من خرج مع الرسول فی المباهلة


إنّه كما أشرنا من قبل لیس فی الایة المباركة اسم لاحد، لا نجد اسم علی ولا نجد اسم غیر علی فی هذه الایة المباركة.

إذن، لابدّ أن نرجع إلی السنّة كما ذكرنا، وإلی أیّ سنّة نرجع؟ نرجع إلی السنّة المقبولة عند الطرفین، نرجع إلی السنّة المتّفق علیها عند الفریقین.

ومن حسن الحظ، قضیّة المباهلة موجودة فی الصحاح، قضیّة المباهلة موجودة فی المسانید، قضیّة المباهلة موجودة فی التفاسیر المعتبرة.

إذن، أیّ مخاصم ومناظر وباحث یمكنه التخلّی عن هذا المطلب وإنكار الحقیقة؟وتوضیح ذلك: إنّا إذا رجعنا إلی السنّة فلابدّ وأن نتمّ البحث



[ صفحه 24]



دائماً بالبحث عن جهتین، وإلاّ لا یتمّ الاستدلال بأیّ روایة من الروایات:

الجهة الاُولی :

جهة السند، لابدّ وأن تكون الروایة معتبرة، لابدّ وأن تكون مقبولة عند الطرفین، لابدّ وأن یكون الطرفان ملزمین بقبول تلك الروایة. هذا ما یتعلّق بالسند.

الجهة الثانیة:

جهة الدلالة، فلابدّ وأن تكون الروایة واضحة الدلالة علی المدعی.

وإلی الان فهمنا أنّ الایة المباركة وردت فی المباهلة مع النصاری، نصاری نجران، ونجران منطقة بین مكّة والیمن علی ما فی بالی فی بعض الكتب اللغویة، أو بعض المعاجم المختصة بالبلدان.

وإذا رجعنا إلی السنّة فی تفسیر هذه الایة المباركة، وفی شأن من نزلت ومن خرج مع رسول الله، نری مسلماً والترمذی والنسائی وغیرهم من أرباب الصحاح [1] یروون الخبر بأسانید معتبرة،



[ صفحه 25]



فمضافاً إلی كونها فی الصحاح، هی أسانید معتبرة أیضاً، یعنی حتّی لو لم تكن فی الصحاح بهذه الاسانید، هی معتبرة قطعاً:

خرج رسول الله ومعه علی وفاطمة والحسن والحسین، ولیس معه أحد غیر هؤلاء.

فالسند معتبر، والخبر موجود فی الصحاح، وفی مسند أحمد، وفی التفاسیر إلی ما شاء الله، من الطبری وغیر الطبری، ولا أعتقد أنّ أحداً یناقش فی سند هذا الحدیث بعد وجوده فی مثل هذه الكتب.

نعم، وجدت حدیثاً فی السیرة الحلبیّة بلا سند، یضیف عمر بن الخطّاب وعائشة وحفصة، وأنّهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة. [2] .

ووجدت فی كتاب تاریخ المدینة المنوّرة لابن شبّة [3] أنّه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة، ولا یقول أكثر من هذا.

ووجدت روایة فی ترجمة عثمان بن عفّان



[ صفحه 26]



من تاریخ ابن عساكر [4] أنّ رسول الله خرج ومعه علی وفاطمة والحسنان وأبوبكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده.

فهذه روایات فی مقابل ما ورد فی الصحاح ومسند أحمد وغیرها من الكتب المشهورة المعتبرة.

لكن هذه الروایات فی الحقیقة:

أوّلاً: روایات آحاد.

ثانیاً: روایات متضاربة فیما بینها.

ثالثاً: روایات انفرد رواتها بها، ولیست من الروایات المتفق علیها.

رابعاً: روایات تعارضها روایات الصحاح.

خامساً: روایات لیس لها أسانید، أو أنّ أسانیدها ضعیفة، علی ما حقّقت فی بحثی عن هذا الموضوع.



[ صفحه 27]



إذن، تبقی القضیّة علی ما فی صحیح مسلم، وفی غیره من الصحاح، وفی مسند أحمد، وغیر مسند أحمد من المسانید، وفی تفسیر الطبری والزمخشری والرازی، وفی تفسیر ابن كثیر، وغیرها من التفاسیر إلی ما شاء الله، ولیس مع رسول الله إلاّ علی وفاطمة والحسنان.



[ صفحه 28]




[1] راجع: صحيح مسلم 120:7، مسند أحمد 185:1، صحيح الترمذي 596:5، خصائص أميرالمؤمنين: 49-48، المستدرك علي الصحيحين 150:3، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 60:7، المرقاة في شرح المشكاة 589:5، أحكام القرآن للجصاص 16:2، تفسير الطبري 212:3، تفسير ابن كثير 319:1، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 38:2، الكامل في التاريخ 293:2، أسد الغابة في معرفة الصحابة 26:4، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.

[2] إنسان العيون 236:3.

[3] تاريخ المدينة المنورة 581:1.

[4] ترجمة عثمان من تاريخ دمشق: 168.